يعتبر التسمم بالمبيدات المحتوية على الفسفور العضوي معضلة طبية في المجتمعات القروية في الدول النامية ، و يتسبب في وفاة ما يقارب من 200,000 شخص سنوياً. أما التسمم الغير مقصود فيتسبب في وفاة القليل من الأشخاص لكن المشكلة تكمن في الأماكن التي ينتشر بها المبيدات المحتوية على الفسفور العضوي السام بشكل كبير. ويعد العلاج الطبي صعب حيث أن حالات الوفاة تصل إلى 15%. و لقد تم الاستنتاج بأن ندرة الأدلة و العوامل التي تقود العلاج يجب أن تدرج في خطة الدراسات السريرية. وبعد 50 عام من أول استخدام لا نزال لا نعرف ما هو صميم العلاج - الأتروبين، الأوكسيمز، الديازيبام - الأفضل أن يعطى.

القيود في جمع المعلومات تشتمل على الإدراك المتأخر للتغير الكبير في نشاط و عمل المبيدات و كذلك الاحتياطات المطلوبة لمقارنة نتائج تحليل الكولينستريز بين الدراسات.

وقد تم الإجماع على الاقتراح بإعادة الإنعاش بالأتروبين و الأوكسجين و دعم التنفس و السوائل المطلوبة لتحسين نقل الأوكسجين للأنسجة. ولم يتضح دور الأوكسيمز بشكل تام فقد يكون نافع فقط للمرضى الذين تسمموا بنوع معين من المبيدات أو كانت حالة التسمم متوسطة. دراسات صغيرة اقترحت منفعة علاجات جديدة مثل مغانيزيوم سلفات لكن لانزال في حاجة لدراسات أكبر و أشمل. وقد يكون غسيل المعدة له دور لكن يجب أن يُعمل للمرضى الذين استقرت حالتهم فقط.
ويتم اجراء دراسات عشوائية في المجتمعات القروية بآسيا لتحديد فعالية هذه العلاجات. مع ذلك بعض المبيدات المحتوية على الفسفور العضوي قد يكون من الصعب علاجها بهذه الطرق العلاجية. وقد يكون منع و حظر استخدام هذه المبيدات هو الحل الوحيد و الجوهري لتقليل عدد الوفيات من التسمم بها. إن تطور العلاج الطبي لتسمم المبيدات المحتوية على الفسفور العضوي سيؤدي إلى انخفاض الوفيات بسبب الانتحار في العالم.

المصدر : The Lancet 15 Aug 2007