شكراً أبطال الأغذية
2020-10-15
مع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) حول العالم بداية العام الحالي، برزت الحاجة إلى ضمان استمرارية سلاسل الإمداد خصوصاً المتعلقة بالأغذية والأدوية والأجهزة والمنتجات الطبية، ولذلك أسهمتْ الهيئة العامة للغذاء والدواء بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة والجهات الحكومية ذات العلاقة في مجال الأمن الغذائي وتوفر الأغذية السليمة والآمنة في الأسواق سواء من الإنتاج المحلي، أو من المخزون الاستراتيجي، أو عبر الاستيراد في إطار استراتيجية وطنية شاملة للأمن الغذائي، وذلك بدعم وتوجيه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
بالطبع، لم يكن الأمر سهلاً، إذ برزت تحديات وصعوبات مع إغلاق حدود بلدان كثيرة حول العالم وتأثر حركة الملاحة الجوية والبحرية والبرية، وهنا تجلى دور الجهات الحكومية كي لا يتأثر المواطنون والمقيمون في المملكة بتبعات ارتباك الأسواق العالمية نتيجة انتشار الوباء.
ونحن نحتفل اليوم بـ"يوم الأغذية العالمي" الذي يحمل شعار "#أبطال_الأغذية" هذا العام، نذكر بفخر واعتزاز أولئك الأبطال السعوديين الذين وصلوا الليل بالنهار كي لا يلحظ ساكنو المملكة أثراً لـ"كورونا" في ما يتعلق بتوفر الأغذية، وكان ذلك بعد توفيق الله نتيجة لما استثمرت فيه المملكة من أنظمة رقابية حديثة وخبرات رائدة اتخذت كل الإجراءات الكفيلة بالتأكد من استمرار الإمدادات الغذائية وسلامة الغذاء المستورد.
واستجابة للظروف الطارئة، اتخذت الهيئة إجراءات عدة للإسهام في توفر الأغذية وضمان سلامتها ومأمونيتها في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، بالتعاون مع القطاعات الحكومية والخاصة التي تمد الأسواق المحلية بمنتجات غذائية متنوعة. كما عملت على تسهيل إجراءات استيراد المواد الغذائية وفحصها وتحليلها عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية كافة ضمن نطاق اختصاصها دون الإخلال بإجراءات سلامة المنتجات والتأكد من مأمونيتها، إضافة إلى القيام بـ 3187 زيارة لمصانع الأغذية والمياه، وتنفيذ 9555 زيارة على المنشآت الغذائية خلال شهري أبريل ومايو الماضيين.
وبالتزامن مع ذلك، حرصت الهيئة على رفع وعي المجتمع في كل ما يتعلق بالغذاء وعلاقته بفيروس كورونا المستجد والتواصل مع المستهلكين وإحاطتهم بالمستجدات العلمية والتعليمات الخاصة بالتعامل مع الأغذية، وواصلت برامجها وحملاتها التوعوية لمساعدة المستهلك في اختيار منتجات أكثر صحية، وتقديم معلومات غذائية واضحة تستند إلى أسس علمية (قابلة للتنفيذ ويسهل الوصول إليها) لتمكين المجتمع من اختيار القرار المناسب في ما يخص خياراته الغذائية، مع تخصيص تطبيق الكتروني يمكّن المستهلك من معرفة صلاحية المنتج الغذائي وتسجيله بالهيئة.
حمى الله المملكة العربية السعودية والعالم أجمع من "كورونا"، وأسبغ نعمه على هذه الأرض المباركة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته