تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

انطلاق فعاليات المنتدى العالمي للإنتاج المستدام في قطاع الصحة

2020-11-18

انطلقت اليوم (الأربعاء) فعاليات المنتدى العالمي للإنتاج المستدام في قطاع الصحة 2020م، الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية وتنظمه الهيئة العامة للغذاء والدواء والأمانة السعودية لمجموعة العشرين ضمن برنامج المؤتمرات الدولية المقامة على هامش عام الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين.

وأثرى العلماء والخبراء والمتخصصون المشاركون الجلسات برؤاهم وتجاربهم ومقترحاتهم وعروضهم التقديمية حول مواضيع وقضايا عدة، شملت تقديم سياسة شاملة للاستجابة لتغيرات المناخ والصحة، وممارسات الاستدامة في حالات الطوارئ الصحية.

واستعرض المشاركون الروابط بين تغير المناخ والصحة، وبعض أفضل الممارسات العالمية في معالجة انبعاثات الكربون وربط ذلك بجدول الأعمال العالمي الأوسع بما في ذلك أهداف التنمية المستدامة، والتعامل مع فيروس كورونا المستجد.

وناقش المنتدى في يومه الأول ممارسات الاستدامة في حالات الطوارئ الصحية في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد وتأثير ذلك على قدرة القطاع الصحي، إذ عانت بعض البلدان في الحصول على معدات الحماية الشخصية اللازمة للاستجابة بفعالية لفيروس كورونا، كما أجبر الضغط الذي جاء مع الجائحة العديد من البلدان على تجاهل أبعاد الاستدامة (البيئية والاجتماعية)، وأدى ذلك إلى تراكم نفايات الرعاية الصحية الهائلة مما شكّل تحدياتٍ إضافية.

كما تطرق المنتدى إلى أهمية الخزن الاستراتيجي العالمي للمنتجات، وأثر أنظمة تتبع المنتجات في ضمان سلاسل الإمداد خصوصًا خلال الجوائح، إضافةً إلى تطبيق ممارسات التنمية المستدامة للحفاظ على كوكب الأرض في ظل الحاجة لزيادة تصنيع المنتجات الصحية.

وركّزت الجلسات المتوازية خلال اليوم الأول للمنتدى على مواضيع "سلامة الغذاء والتغذية"، والمساهمات العلمية لمواجهة التحديات خلال جائحة كوفيد19، وكذلك مناقشة تعزيز المناعة من خلال الأغذية.

وقدّم المتحدثون في جلسة "ممارسات الأعمال المسؤولة" إرشادات عملية حول كيفية تعزيز وبناء أخلاقيات العمل في سلاسل التوريد، وبعض الأدوات المتاحة التي جرى تطويرها لمساعدة المصنّعين والمورّدين في جانب المسؤولية الاجتماعية أثناء تصنيع وشراء وتوريد سلع الرعاية الصحية.

وفي جلسة حول "سلامة الأجهزة الطبية"، استعرض المشاركون آليات لضمان مأمونية الأجهزة الطبية، وممارسات الاستدامة في تصنيعها لسلامة البيئة، في ظل وجود بعض الأجهزة الطبية غير الصديقة للبيئة.

إلى ذلك، أكد معالي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور هشام الجضعي خلال الجلسة الافتتاحية، أن المنتدى جاء ليضع مساهمته الفارقة ضمن الجهود العظيمة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لاحتواء التبعات المقلقة التي نتجت عن جائحة كورونا كوفيد 19، وليناقش قضايا الإنتاج المستدام في قطاع الصحة التي تتقاطع بشكل أساسي مع مرتكزات قمة العشرين وذلك من خلال جلساته الثرية.

وأوضح أن الخبراء والعلماء المشاركين في المنتدى من الدول الصديقة والمنظمات الدولية والإنسانية، سيقدمون تجاربهم وخبراتهم حول قضايا مهمة تسهم في خلق بيئة مستدامة، لكوكب نظيف، وإنسان ممكَّن، كما ستناقش جلسات المنتدى قضايا مصيرية في هذا المجال.

وأشار الدكتور الجضعي إلى الجهود الكبيرة التي قامت بها المملكة العربية السعودية، بتوجيه من القيادة الرشيدة، وتنفيذ من المنظمات الرقابية والتنفيذية ومنها: الهيئة العامة للغذاء والدواء، والتي كان لها أكبر الأثر في تخفيف آثار هذه الجائحة المؤلمة، وذلك من خلال دعم حكومي سخي، وعملٍ مؤسسي مبني على البراهين.

وقال الدكتور الجضعي: "كان من ثمرة هذه الجهود أن كانت المملكة إحدى أكبر عشر دول في التعامل مع التبعات الاقتصادية لجائحة كوفيد 19، كما ستكون بنهاية 2020 من أقل الدول المتأثرة بتبعات هذه الجائحة، وقد أثبتت الأرقام والبراهين أن المملكة تقود عملاً دولياً إنسانياً يجعلنا نردد بفخر: لنلهم العالم بقمتنا".

وشدّد الجضعي على أن الهيئة العامة للغذاء والدواء وبتوجيه من القيادة الرشيدة تضع في أولوياتها دوماً، أهمية الإنتاج المستدام الذي يسهم في الحفاظ على كوكبنا ويعزّز حضور الإنسان ويمكّن المرأة بما يتفق مع توجهات رؤية المملكة 2030 وبما يتقاطع مع استراتيجيات مجموعة العشرين.

وعطفًا على مستوى المشاركات والمواضيع والقضايا المطروحة في الجلسات، توقّع الرئيس التنفيذي لـ "الغذاء والدواء" أن يخرج المنتدى بتوصيات مهمّة حول ما يجب عمله بعد الجائحة، وكيفية الاستعداد للتحديات المقبلة، وماهو المأمول في آلية العمل المشترك في المستقبل لضمان استمرار سلاسل الإمداد.

وشارك معالي محافظ الهيئة العامة للجمارك الأستاذ أحمد الحقباني، في جلسة حول "سلاسل التوريد الصحي المستدامة في وضع جائحة كورونا وما بعدها"، مؤكداً أن "الجمارك" حرصت على استمرارية حركة العمل الجمركي في جميع منافذها البرية والجوية والبحرية خلال هذه الفترة، إذ لم تتأثر مدة إنهاء الإجراءات الجمركية المتعلقة بتخليص البضائع الأمر الذي ساعد على تيسير حركة التبادل التجاري وضمان تدفق الواردات والصادرات بشكل انسيابي وبمرونة عالية، وقد أسهم ذلك في توفير السلع للمستهلكين، مما انعكس إيجابيًا على الاقتصاد الوطني.

واختتمت أعمال اليوم الأول من المنتدى بجلسة "مؤشر المشتريات المستدامة للصحة"، جرى خلالها تقديم آراء واقتراحات عملية من القائمين بالتوريد والمصنعين والموردين وصانعي السياسات حول ما يريدون أن يقيسه المؤشر ويركز عليه، إذ لا يزال مؤشر المشتريات المستدامة للصحة قيد التطوير، وكشفت الجلسة عن التطورات الجارية على صناعة هذا المؤشر، وذلك بهدف تمكين مختلف أصحاب المصلحة من تطوير هذا المؤشر، لتوفير إجراءات قابلة للتنفيذ.

يذكر أن المملكة العربية السعودية تستضيف المنتدى لمدة يومين (18-19 نوفمبر) وتنظمه الهيئة العامة للغذاء والدواء والأمانة السعودية لمجموعة العشرين ضمن برنامج المؤتمرات الدولية المقامة على هامش عام الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين ، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وأمانة فريق العمل المشترك بالأمم المتحدة للتوريد المستدام في قطاع الصحة (SPHS)، إضافة إلى منظمة الرعاية الصحية بدون ضرر (HCWH) وبدعم من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (Sida).

الهيئة