Skip to main content

"الغذاء والدواء".. سمنة الأطفال أزمة متنامية والمسؤولية تقع على عاتق الأسرة

2025-08-31

تشهد المملكة في الآونة الأخيرة مشكلة صحية متزايدة، تتمثل في السمنة لدى الأطفال، حيث يظهر ارتفاعًا ملحوظًا لمعدلاتها في العقد الأخير. وطبقًا للهيئة العامة للإحصاء، يُمارس 18.7% فقط من فئة الأطفال والمراهقين النشاط البدني لمدة 60 دقيقة او أكثر يومياً في عام 2024، فيما بلغت نسبة السمنة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 14 عامًا 14.6%، في حين بلغت نسبة الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن 33.3%.

ويُعزى هذا الارتفاع إلى مجموعة من العوامل، أبرزها الافراط في استهلاك السعرات الحرارية، والبيئة الغذائية غير الصحية الذي يعيشها الطفل داخل أسوار المنزل، إلى جانب تأثيرات ثقافية أخرى. وتؤكد الدراسات على أهمية الدور الذي يلعبه الوالدان للحيلولة دون وقوع أبنائهم في هذه المشكلة الصحية، وذلك من خلال تشكيل العادات الغذائية للطفل منذ مراحلة الأولى في تحديد نوعية الطعام الذي يتناوله من حيث الكمية أو الجودة. وتشير الدراسات إلى الارتباط الوثيق بين اهتمام الوالدين بشأن وزن أطفالهم وبين مستوى القيود المفروضة على الطعام، حيث يؤدي ذلك في الغالب إلى فرض قيود غذائية على بعض الأطعمة غير الصحية. كما أن النمط الغذائي داخل المنزل عامل رئيس في تشكيل عادات الطفل الغذائية، إذ أن وفرة الأغذية الصحية مثل الخضروات والفواكه يعزز لدى الطفل الممارسات الغذائية والصحية، والعكس صحيح حيث تزيد نسبة الإصابة بالسمنة كلما زادت عدد الأغذية غير الصحية في المنزل.

وفي دراسة أجرتها الهيئة العامة للغذاء والدواء للوالدين ممن لديهم أطفال في سن ما قبل المدرسة لتقييم مفاهيم وممارسات الوالدين التغذوية، أظهرت النتائج بأن نسبة كبيرة من المشاركين في الدراسة أفادوا بشعورهم بالمسؤولية الأساسية عن تغذية أطفالهم ومراقبتهم لعاداتهم الغذائية. كما وجدت الدراسة أنه كلما ازداد وعي الوالدين وحرصهم على أوزان أطفالهم زاد مستوى تناول الغذاء الصحي للأطفال بالمنزل وبالتالي تمتع أطفالهم بالأوزان الطبيعية.

وخلُصت الدراسة إلى أهمية تعزيز البرامج التوعوية الهادفة الموجهة للآباء ممن لديهم أطفال دون سن المدرسة نحو استراتيجيات غذائية أكثر صحة، وفي مقدمتها تشجيع الأطفال على تناول وجبات متوازنة تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية، والابتعاد قدر الإمكان عن استهلاك العناصر غير الصحية، كالسكريات المضافة، والأطعمة المعالجة، وزيادة النشاط البدني كجزء مهم من يوم الطفل، وخلق بيئة غذائية إيجابية تدعم من اختيارات الطفل الصحية بدلاً من فرض قيود صارمة قد تؤثر سلبًا على علاقة الطفل بالطعام.

الغذاء